العمل البطولي في إنقاذ حياة البحار المفقود
لقد عاهد رجال الشرطة أنفسهم في الحفاظ على أرواح الناس وسلامتهم، فهم على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدة للجميع، واضعين نصب أعينهم أن النفس هي أغلى ما يملكه الإنسان، ما يستوجب حمايتها والحفاظ عليها من أي خطر أو حادثة، وكانت واقعة العثور على البحار المفقود خير دليل على نجاح مبدأ الشراكة المجتمعية الذي تم بين خفر السواحل ومؤسسات المجتمع ومن بينهم المواطنون والمقيمون، فأصبح هذا المبدأ قاعدة أساسية تسير على نهجها كافة مؤسسات المجتمع.
لقد تكاتف الجميع في حادثة فقدان البحّار من اجل إنقاذ حياة شخص من الموت المحقق، فما ان تلقى مركز العمليات البحرية التابع لقيادة خفر السواحل بلاغا بفقدان بحار بحريني أثناء مزاولته الغوص في منطقة «شتيه» حيث جرفه التيار المائي بعيدا عن الموقع، إلا وهرعت دوريات خفر السواحل للبحث عنه، والتنسيق مع طيران الشرطة وسلاح البحرية الملكي، وبرج المراقبة بميناء خليفة لإبعاد السفن التجارية عن منطقة البحث.
واللافت للنظر، التعاون الإنساني الرائع والعمل البطولي الذي أبداه عدد من البحارة البحرينيين في تقديم المساعدة في البحث عن المفقود، فكانت النتيجة العثور عليه وهو بصحة جيدة في المنطقة البحرية الواقعة شرق الجارم من قبل المواطن عصام محمد وبرفقته بحارين بحرينيين، فلهم منا كل الشكر والتقدير على جهودهم النيرة فتم نقله الى قاعدة خفر السواحل بالمحرق بواسطة إحدى دوريات خفر السواحل وأجريت له الإسعافات الأولية له ومن ثم نقله الى مستشفى الملك حمد الجامعي لتلقي العلاج اللازم.
وسطرت هذه الواقعة إحدى صور الشراكة المجتمعية التي نعتبرها مبدأ أصيلا ونهجا نطبقه جميعا في حياتنا اليومية، فالتعاون الجاد مطلوب في مختلف الأوقات والظروف. مع تذكيرنا للإخوة البحارة والصيادين بضرورة استخدام الأجهزة والمعدات الحديثة التي تساعدهم عند تعرضهم لمثل هذه الحوادث؛ وذلك حفاظا على سلامتهم وأرواحهم كالأجهزة الالكترونية والانارات الليلة.
ومنذ حوالي 13 عاما، أطلق وزير الداخلية استراتيجية التطوير والتحديث تضمنت تشكيل شرطة خدمة المجتمع، وكانت نقطة تحول بإيجاد شرطة متخصصة في خدمة المجتمع ومهامها الوقاية من الجريمة وتقديم خدمات تصب في مصلحة أمن وسلامة المواطن والمقيم، وتتضح العلاقة بين الشراكة المجتمعية والأمن الشامل عند قراءة الإحصاءات حول عدد الجرائم والحوادث التي تشير الى تراجعها والسيطرة عليها ما يعني أن هناك مجتمعا حيويا يتفاعل مع رجال الأمن بحيث صارت البحرين نموذجا يحتذى به في مفهوم الشراكة المجتمعية من اجل تحقيق الأمن للجميع.
وكانت توجيهات وزير الداخلية واضحة بأن يكون شرطي خدمة المجتمع قريبا من المواطن والمقيم، ويتواجد في المجمعات السكنية والفعاليات وهو مؤهل بالعلوم والخبرات الأمنية والعلاقات الشخصية متبعين في ذلك أفضل أساليب التواصل والتعامل والتفاهم، حيث حقق شرطي خدمة المجتمع نجاحات وانجازات عديدة سواء على صعيد حفظ الأمن والوقاية من الجريمة، وحفظ كيانات الأسر وتقوية وشائج القربي بينهم، وكذلك العلاقات بين الأهالي والجيران بالإضافة الى مواجهة الظواهر السلبية في المجتمع وتقديم المحاضرات التثقيفية والتوعوية للصغار والكبار، وتنظيم السير في الطرقات والشوارع.