ـ الارتفاعات الكبيرة في أسعار البترول - حديث الساعة ـ الآن ـ.
ولنا ـ كلام مختصر ـ في ذلك.
أقول ـ حتى مساء يوم ـ أمس الأول ـ كان سعر برميل البترول يتجاوز مستوى الـ75 دولارًا في مسار تصاعدي سريع للغاية ليبلغ أرقامًا أعلى.
وللتذكير أسعار البترول الحالية هي الأعلى منذ عام ـ 2014.
السؤال الذي بات يطرحه الكثيرون وبإلحاح هو:
ما الأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذا الارتفاع اللافت والكبير والمتسارع في ـ أسعار البترول؟
أقول ـ الخبراء وأصحاب الاختصاص في المجال أوردوا ـ بالحقيقة ـ أسباباً عدة ومتنوعة في ذلك.
أقول ـ شخصياً ـ أنا ـ مع «التفسير» القائل بأن «النمو الضخم» في اقتصادات دول آسيا وراء هذه التطورات الإيجابية في أسواق النفط وخصوصاً من ناحية تحسن أسعاره بهذه الدرجة الجيدة بالأيام الأخيرة.
بالطبع - حسب الخبراء ـ «هذا ليس كل السبب» لكنه ـ كما يرون ـ السبب الرئيسي.
أقول ـ وكما أسلفت ـ شخصياً ـ أنا أميل إلى هذا «التفسير» وأرى فيه قدراً كبيراً من الصحة والواقعية.
لماذا؟
ـ أولاً ـ الدول الآسيوية أصبحت ـ اليوم ـ أكبر مستورد ومستهلك للبترول على مستوى كل العالم.
وذلك ناجم عن «حالتين اقتصاديتين جديدتين».
الأولى ـ قرب تحول الولايات المتحدة الأمريكية من أكبر دولة بالعالم مستوردة للبترول إلى دولة مصدرة له.
ذلك بفضل تزايد إنتاجها من «النفط الصخري».
ـ الآن ـ تراجعت حاجات أمريكا – بفضل ذلك – لاستيراد البترول من الخارج لحدود 5 ملايين برميل ـ يومياً ـ.
ومن المتوقع أن يزيد إنتاجها من البترول داخلياً ـ محلياً ـ بنفس هذا المقدار والكمية في غضون الـ 3 سنوات القادمة.
ـ الحالة الثانية.
أما «الحالة الاقتصادية الثانية» التي جعلت من قارة آسيا ـ اليوم ـ هي أكبر قارات العالم استيراداً واستهلاكاً للبترول هو التقدم الاقتصادي الهائل الذي حققته دول هذه القارة مثل الصين واليابان والهند وكوريا الجنوبية وأندونيسيا وماليزيا وتايلند والفلبين.
أقول – التقدم الاقتصادي الكبير، وخصوصاً في الجوانب الصناعية الذي تحقق بهذه الدول الآسيوية في السنوات الأخيرة يجعلها بحاجة للمزيد من الطاقة وخصوصاً ـ البترول ـ. وهذا بالضبط ما أدى لارتفاع أسعاره ـ أسعار البترول في الآونة الأخيرة.