تعتبر الأمومة من أجمل الأحاسيس التي تعجز معاجم الكون عن ترجمة ووصف تلك العلاقة بين الأم والأبناء، فهي علاقة عدا عن كونها فطرية، الا انها تضم أجمل المشاعر المثالية في هذه الحياة من حب وحنان وتسامح وعطاء لا يقف عند حدود، منذ ان تبدأ الأنفاس الأولى للطفل، وحياته تبدأ برفقة امرأة تهب عمرها وحياتها لرعايته والاهتمام به، بل تكاد تكون الأم هي بمثابة صمام الأمان في هذه الحياة.
ان متطلبات التربية الحديثة تستوجب تسخير كافة الإمكانيات لبناء شخصية طفل سليم قادر على مواجهة المواقف بنجاح لذلك فإن دور الأم لا يقف في مرحلة عمرية معينة، بل يزداد ويكبر كلما كبر الأبناء وازدادت مشاكلهم و احتياجاتهم، وعندما تحاول الأم ان تفصل بين اهتماماتها واهتمامات الأبناء، تجد ان اغلب ما تهتم به يصب لصالح الأبناء، مهما حاولت ان تأخذ زاوية بعيدة لتحقيق الراحة والاستجمام تظل جميع الحواس تعمل في دائرة عاطفة الأمومة، هذا ما أكدته لي احد الصديقات عندما ابلغتني انها قررت يوماً ما ان تمنح نفسها إجازة من الأمومة، فوجدت خلال سفرتها ان عينيها تقع على اختيارات أبنائها في المأكل والمشرب وأثناء التسوق وفي كل مكان وكان صوت أبنائها وتحركاتهم مرافقين لها في مخيلتها، وكانت لحظات استذكارهم تسير بطريقة جدا عفوية وصادقة نابعة من عاطفة وقلب الأم الذي لا يستطيع ان يمنح نفسه إجازة من عاطفة الأمومة.
جميلة هي تلك اللحظات التي يمنح فيها الفرد نفسه المتعة والاستجمام، والأجمل في هذه الدنيا هو وجود قلب الأم الذي لايجد راحته وسعادته الا بالقرب من أبنائه، تعددت أنواع ومسميات الإجازات ولكن، لا إجازة من عاطفة الأمومة.