كم هو جميل بين الحين والآخر التأمل في الصور الفوتغرافية التي التقطت في الماضي، وتطول لحظات التأمل إذا أخذنا الحنين إلى بعض الذكريات، وقد تطول اللحظة إلى درجة انك قد تعود لتسمع ضجيج الأحداث كما كانت فسرعان ما تدرك ان الزمن قد مضى والملامح تغيرت، فتأتي تلك المرحلة التي يرى فيها الفرد نفسه انه سابق الأيام وبلغ من الكبر عمراً، حتى ان تقاسم الوجه قد تغيرت، وما تضيفه السنوات على الملامح قد لا يتفق بالضرورة مع امتزاج الروح والقلب، فالأرواح الجميلة لا تحكمها الاعمار ولا السنون، فهناك من يبلغ الكبر ولا تزال روحه تحتفظ بروح الفتى العشرين، وهناك العكس قد تجد احدهم صغيراً في السن وتظهر عليه ملامح الكهولة، والمعيار في ذلك هو انعكاس لاداء الروح في هذه الحياة وكيفية التعامل مع معطياتها المختلفة، فالكبير في السن الذي يملك روح تحلق في سماء الحب والعطاء والنقاء والتصالح مع الذات والآخرين لا تخدش السنون ملامحه، فلا نشعر ان روحه قد تأثرت بسنوات العمر، والنقيض من ذلك قد يظهر لدى من هم صغار في السن، ملامح تكبر بأعوام وتتمرد على سنهم الحقيقي وذلك لأنهم اختاروا طريق العزلة وعدم الانفتاح على الحياة والعيش في جلد الذات المستمر.
هنيئاً لتلك القلوب الدافئة التي لا تكبر مهما عصفت بها رحلة الحياة، فقد اختارت ان تظل صغيرة بملامحها وشامخة في عطائها.