يحكى أن أحد الأجداد أراد أن يلقن حفيده درساً مهماً في الحياة، فأحضر مقصاً ثميناً وقص قطعة القماش التي لديه إلى مجموعة قطع، ثم رمى المقص على الأرض، وبعدها أحضر إبرة وخيطاً وأخذ يوصل القطع ببعضها، وبعد أن وصل القطع جميعاً ببعضها، أخذ الإبرة ووضعها فوق رأسه، وهنا تعجب الحفيد وسأل جده: كيف ترمي المقص الثمين على الأرض، وتضع الإبرة الرخيصة الصغيرة على رأسك؟ فأجاب الجد: ذاك يفرق ويمزق، وتلك تجمع وتصل.
يعدّ اللعب حقًّا من حقوق الطفل، إضافة إلى كونه حاجة طبيعية من احتياجات الطفل في مراحل عمره ونموه المختلفة، ومن خلال اللعب تنمو لدى الطفل مهارات اجتماعية ونفسية وحركية وبدنية، وكثيراً ما يسهم اللعب في تطوير السمات الشخصية كالقيادة وتقدير الذات وغيرها، وتسهم الأنشطة البدنية والحركية في تعزيز قيم التعايش والتسامح وقبول الآخر والتشاركية، وهو ما جربته ولمسته شخصياً من خلال برنامج ألعاب من أجل حقوق الإنسان الذي طبقته منذ العام 2012م مع معلمي التربية الرياضية الأوائل والمعلمين بالمدارس، وشهد تفاعلاً إيجابياً أدى إلى التوسّع في تطبيقه من خلال تدريب مجموعة كبيرة من المعلمين، وكانت الحصيلة مجموعة من الألعاب البدنية والأنشطة الحركية التي يشارك فيها أبناؤنا الطلبة في أجواء تسودها قيم احترام التعددية وقبول التنوع والاختلاف والتسامح الإنساني.
وأدّت الأنشطة البدنية دوراً محورياً في مشروع مدارس المواطنة وحقوق الإنسان، حيث يشهد الطابور الصباحي للمدارس، وبعد مراسم تحية العلم وترديد السلام الوطني، انخراط الطلبة ومعلميهم والإداريين في أنشطة بدنية معززة للقيم الإنسانية، وما أجمل أن يبدأ اليوم الدراسي بتعايش وتسامح من يحتضنهم سور المدرسة كانطلاقة ليوم دراسي ناجح وسعيد للجميع، كما طبقت الألعاب الحركية والأنشطة والمسابقات المعززة لقيم المواطنة وحقوق الإنسان في ساحات المدارس وملاعبها في أثناء الفسحة، ومن خلال دوري الألعاب الجماعية الذي يقام بين الصفوف وكذلك في دروس التربية الرياضية من خلال الأنشطة الاستهلالية أو الختامية، وشهدنا مشاركات متميزة من الطلبة والطالبات في العروض الرياضية والمهرجانات، حيث عبروا عن انتمائهم وتعايشهم وتسامحهم وقبولهم الآخر بأنشطة بدنية حركية مبتكرة، بقي أن أقول إن تعزيز قيم الانتماء والتعايش والتسامح مسؤوليتنا جميعًا، والبحرين تستاهل.