يرحلون فجأة دون سابق إنذار ويتركوننا من بعدهم للذكريات بحلوها ومرها لنتعارك مع وجع الحنين والافتقاد الذي سيدمي الفؤاد دميًا ليظل بالأعماق ما حيينا، تركونا مع دموع تذرف كالأنهار نعلم أنها لن تعيدهم إلينا كما نتمنى لكنها على الأقل تبلل أوراق صبرنا.
أحبابنا اليوم أموات ليسوا معنا ومقاعدهم باتت فارغة كما هي، لكنهم أحياء في دار الحق يشعرون بنا ونلتمسهم في كل تفاصيل حياتنا نفتقدهم كثيرًا ولا نستطيع نسيانهم بكل أثر طيب تركوه لنا، نحن راضون عن أقدارنا ومقدرون ما كتبه الله لنا ونعلم أن الوقت مهما مرَّ لا يضمد هذا الجرح، بل يبقيه نازفًا متجددًا ومفتوحًا على مصراعيه، إن الأيام التي تمضي دون أحبابنا أمرّ من العلقم علينا، لكن نسأل الله الصبر والسكينة وهدوء البال، وأن لا نبقى سجناء للحزن والذكرى.
كم من عزيز غادرنا وأصبح أعز بعد هذا الغياب؟
وكم تمنينا أن يعودوا لنعترف لهم بأشياء كثيرة؟
أحبتي إن لوعة الفراق شعور مفجع يمزق الوجدان والندم بعد ذلك لن يجدي نفعًا، مادمتم أحياء أنعشوا صلة أرحامكم وعلاقاتكم مع الآخرين بالحب والتواصل والخير قبل أن تحين لحظات الوداع في وقت سابق لأوانه، وايضا بعد رحيل الأحباب تذكروا ان المحبة يجب أن تسقى بصادق الدعاء حتى لا يدفنوا في مقبرة النسيان السرمدية.
«إذا غاب الأب تكسرت أجنحة القلب وظلت روح البيت في ظلام دامس إلى الأبد».
لقد مضى عام على رحيلك يا والدي وفي مثل هذا اليوم الحزين ودعناك وغادرتنا روحك إلى السماء، رحمك الله يا قطعة من روحي عسى أن يجمعنا بك الرحيم بفردوسه الأعلى، ورحم الله جميع موتانا وموتى المسلمين يا رب.