إلى من تريه الزهرة فيريك شوكها
حين كرم الله تعالى الإنسان، أنعم عليه بالعقل وميزه به عن باقي المخلوقات، فبالعقل يمكنك أن تزن الأمور وتقيمها وتستطيع التمييز بين الخير والشر، الأبيض والأسود، وبهذه النعمة يصبح الإنسان قادرا على اتخاذ القرار الحر، لأن الحر من يفكر بنفسه ولا يبيع عقله للآخر.. الحر من لا يتنازل عن كرامته التي تشكل أساس عقله، ويترك لغيره المتاجرة بها. وما نعيشه نحن في البحرين أننا نجد من ينادون بالحرية، لا يتركون للآخرين مجالا لممارستها، حيث يعمدون إلى استغلال عقولهم وبالتالي كرامتهم التي أنعم الله عليهم بها، على الرغم من أن الإنسان حر بطبعه، ومن ثم فإن من يتنازل عن هذا الحق، ويترك لغيره التفكير عنه وتقرير مصيره، لا يستحق المطالبة بالحرية. وكل الدلائل تؤكد أن البحرين ستمضي في مسيرتها ونهضتها المشرقة بالأحرار وليس بالمسيرين، بمن يملكون قرارهم وعقلهم وكرامتهم، وليس هناك مكان لمن تمكن هوس الأيديولوجيات الملوثة من أعماقهم، ولا يرون سوى نصف الكوب الفارغ أو من «تريه الزهرة فيريك شوكها، تعرض عليه الماء فيخرج لك منه القذى، تمدح له الشمس فيشكو حرارتها».
إن في حياة الأمم والشعوب محطات تاريخية ترسم مسيرتها بيد كل أبنائها، وها هي البحرين بتاريخها السياسي المعاصر ترسم أطرا جديدة في الحياة الديمقراطية وأبنائها سائرون بتجربتهم وإيمانهم بأن الوطن لن يتوقف عن العطاء، وما يشهده من تنمية سياسية واقتصادية واجتماعية، خير دليل على دوران عجلة البناء والنهضة، وهي مؤشرات تبعث برسالة للداخل والخارج.
كلمة أخيرة.. الأمطار وليس الرعد هي التي تنبت الزهور والعمل والأمل والتفاؤل دون سواهم، البوابة الطبيعية للمستقبل الواعد.