في الأشهر الأربعة الأخيرة قرأت 28 كتابا في الأدب والسياسة والتاريخ والاجتماع ولم اجد كتابا منهم قد شدني كما شدني كتاب الدكتورة هيفاء المخرق الذي قامت بترجمته من اللغة الانجليزية الى العربية وهو من تأليف د/ فرجينيا أكسلين.
واسم الكتاب: ديبز يخوض رحلة البحث عن الذات. والقصة تحكي عن طفل يبحث عن ذاته من خلآل عملية العلآج النفسي. ونتيجة لعدم فهم الأم والوالد في التعامل مع ابنهما، واعتقادهم بأن ابنهم متخلف عقلياً كانو يتعاملون معه بشيء من الاستبداد، والصرامة وارساله الى غرفته واغلآقها عليه، ويخفونه من أقاربهم وجيرانهم حتى لآ يشعروا بالحرج، والوالدان مكانتهم في المجتمع عالية، الأم طبيبة قلب والأب أحد علماء امريكا!
ولذلك كانوا يخجلون أن يرى ضيوفهم ابنهم المتخلف! الا انه لم يكن متخلفا ولكنه يمتنع عن الكلآم معهم لما يشعر به من اهانات وعدم احترام لذاته. الى ان يطلب الوالدين من باحثة اجتماعية أن تهتم بأمره، فيتم الاتفاق أن تلتقي به في كل اسبوع يوماً واحداً ولمدة ساعة واحدة.
وفي غرفة العلاج والألعاب يجد الطفل متنفسه وحريته ويقارنها بسجنة في منزلهم، ويجد الباحثة وهي تستجيب لمطالبه ولا تعترضه فيما يرغب بالقيام به فكان يستمتع بحرق الدمى التى يلعب بها ويطلق اسماء والده وولدته عليهما نتيجة أضطهادهم له.
بعد ان تطور في علاجه واصبحت نتائجه المدرسية ممتازة. واصبحت علآقته مع والديه جيدة، وهو في السادسة من عمره، وبعد ان افترق عن الباحثة الأجتماعية بتسع سنوات سمعت عنه بأنه وجه رسالة ينتقد فيها هيئة التدريس التى طردت زميله من المدرسة، قائلآ لهم ان لم تقدموا أعتذاراً لصديقي على هذا التجريح الذى تعرض له بسبب احترامه لذاته ورد اعتباره، فلن أعود الى المدرسة. سأفعل ذلك بصدق وعزم المخلص لكم..ديبز. «وافقت المدرسة على طلبه».
كتاب جميل وجميع المدرسين والأخصائيين بحاجة له.