سطرت مملكة البحرين قيادة وشعباً على مدى أيام ثلاثة، قصة نجاح مكتملة الأركان، اطلع العالم على تفاصيلها وأيقن أن هذا البلد الصغير مساحة، العميق حضارة ومكانة وقيمة، استطاع أن يحقق نجاحاً باهراً بعد أن نظم وأبدع، سباقاً عالمياً، ظل سنوات طوال بحوزة الدول الكبرى دون سواها.. لتأتي البحرين قبل 11 عاماً وتقرر خوض التحدي واستضافة الحدث الرياضي العالمي (جائزة البحرين الكبرى لسباقات الفورمولا 1) وكانت النتيجة شهادة دولية ومكانة عالمية ومقدمات لغد أفضل. وأمام هذا النجاح المدوي والذي يشرف كل بحريني ويزيده فخراً، فإننا في االأيامب نتوجه بخالص التهنئة لقيادة وطننا الغالي، التي آمنت بقدرات هذا الشعب وأثبتت أن البحرين، كبيرة قولاً وعملاً، كبيرة بمؤسساتها التي كان أداؤها متناسقاً ومتناغماً في سيمفونية كرست الإنجاز وجعلت له طعماً وطنياً وكان الإعلام بدوائره الصحفية والإذاعية والتلفزيونية حاضراً وكاشفاً للجهد والعطاء الوطني.. وفي القلب من كل ذلك من استطاع تأمين الوطن وفعالياته، حيث نجحت وزارة الداخلية ومن خلال أجهزتها المحترفة في إثبات جدارة البحرين بتنظيم هذه النوعية من البطولات الدولية وإخراجها بالشكل المتحضر، فكان تأمين المداخل والمخارج ومحيط الحلبة والشوارع الرئيسية الموصلة إليها، وهو ما انعكس في الأمان والطمأنينة والحركة المرورية الانسيابية، التي كانت عنوان الأيام الثلاثة، واستشعره كل مرتادي الحلبة وزوارها، فالتواجد الأمني هدفه الأساس تعزيز الشعور بالأمان، كما لايفوتنا توجيه التحية لكل من أسهم في هذا النجاح من جمارك وجوازات ومنافذ وفنادق وكذلك حضور جماهيري متحضر التزم بالنظام والإرشادات التي وضعت في الأصل من أجل سلامة الجميع.. وكان وراء هذه المنظومة الأمنية العصرية، الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية، يتابع أدق التفاصيل والخطط الأمنية، انطلاقا من رسالة وزارة الداخلية بحفظ أمن الوطن وأمانه، ولذلك فإنه يستحق كل التحية والتقدير، ومن حقه أن يفخر برجال الشرطة الذين هم دوما عند مستوى الثقة والمسؤولية وينهضون بواجباتهم بكل مهنية، وفاء للعهد والوعد.
ولأن الأمن وحدة واحدة ولا يمكن النظر إليه بشكل جزئي، ولأن تحقيقه غاية نبيلة ومسؤولية تنوء بها الجبال، فلم تكن حلبة سباق الفورمولا 1 ومحيطها إلا أنموذجاً للأمان والاستقرار الذي يعم أرجاء البحرين، ويشعر به أهلها ومقيموها، فكان تأمين الحدث الرياضي العالمي، جزءاً من تأمين الوطن ككل لأنه حين يستقر الأمن، تضيء الأوطان أملاً وثقة وتطلعاً للمستقبل، وحين يكون بالوطن رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وأوفوا بالعهد، فمن واجبنا أن نوجه لهم الشكر الجزيل وندعمهم بكل ما أوتينا من قوة لأنهم يثبتون دوما أن البحرين قوية بقيادتها وأهلها.. فإلى الأمام دائماً يا وطن العزة والفخار ورمز الخير والانتصار.