ان تكون قريبا من المسنين، فذلك وحده له معنى، لتكون قريباً من اولئك البعيدين عن كل الارهاصات التافهة التي عصفت بصفات الناس وأخلاقهم.
وتكون قريباً من الاصالة والماضي الشريف العفيف المليء بالحب، تنظر اليهم فتسترجع ذلك التاريخ المفعم بالوحدة والأخوة والروح الصافية النقية.
لم يسألوا من اين هذا ومن اي منطقة وما هو أصله أو فصله، شعورهم جميعا واحد، وهو شعور الفرحة بالضيف القادم لهم من خارج «الدار» التي يجتمعون فيها ليقضون أوقاتهم ويسترجعون ماضيهم الجميل. تلك فرصة منحتني اياها إدارة الخدمات الطلابية بوزارة التربية والتعليم حين دعتني لتقديم ورشة عمل عن «التحقيق الصحفي» وحددت الفكرة العامة للتحقيق وهي «عقوق الوالدين».
حسناً فعل القائمون على ادارة الخدمات الطلابية في تحديد المكان لإقامة الورشة، وهو دار يوكو لرعاية المسنين، ودار المنار لرعاية الوالدين.
كانت رؤية المسنين وحدها تكفي أن تستلهم من تقاسيم وجوههم عبارات وجمل تملأ الصفحات. لا أستطيع وصف الشعور حين تناديك أم أفنت زهرات حياتها في تربية جيل باكمله، تهمس في أذنك وتبدأ بشرح معاناتها او مشاكلها، أو تحكي لك حكاية تختصر كل ما يمر بنا الان من ألم وهم، نتائج حكاية واحدة فقط تكشف اننا الان في زمن أسود.