قال شاعر البحرين الأستاذ إبراهيم العريض من ديوان الذكرى الصادر عام 1931
لا أرتني الحياة بعدك أرضا
موطن الدر لا علاك مقام
تلك أرض الجدود أرض أوال
حل مغناك نضرة وسلام
وهل ينسى موقف الشاعر الكبير وهو في مرضه يصر على أن يدلي بصوته على ميثاق العمل الوطني في فبراير 2001.
وقال الشاعر جاسم محمد الشيراوي بمناسبة صدور جريدة البحرين التي أصدرها أديب البحرين عبدالله بن علي بن جبر الزايد:
إن تك البحرين أضحت درة
تتلألأ في خليج العرب
فلتك «البحرين» فيها شعلة
ينجلي منها ظلام الغيهب
كما قال شاعر البحرين عبدالرحمن المعاودة أيضا بمناسبة صدور جريدة البحرين
فهذه «البحرين» مزدانة
بكل رأي صائب أو خطاب
إني أحييك وكلي رجا
أن تقبل العذر وتذري العتاب
العامل المصلح فينا له
حق علينا ثابت في الرقاب
وقال عبدالله الزايد في قصيدة له عام 1925
شيئان لا يحيي الشعوب سواهما منذ القديم العلم ثم المال
إن الشعوب مصيرها في كفها تسدى النفوس وتبذل الأموال
و قال الزايد عام 1944
بنى الأرض إن الأرض دار مشاعة
فليس لشعب أن ينكل بالثاني
فعيشوا جميعا ينتفي الشر عنكم
بعيدين عن غل وحقد وأضغان
هؤلاء الشعراء الذين سبقونا في التغني والتعلق بالبحرين، أرضا وشعبا، نشعر بأننا مدينون لهم بوفائهم وإخلاصهم، فقد أوصلوا البحرين ثقافة وأدبا وشعرا إلى عالمهم العربي، وأصبحوا منارات فكر وإبداع يشار لهم كأبناء البحرين، رفعوا راية التنوير، وسطروا بأحرف من نور صفحات في تاريخ هذه البلاد لا ينسى.
فإبراهيم العريض، وعبدالله الزايد، والشيخ محمد بن عيسى بن علي آل خليفة، وجاسم الشيراوي، وعبدالرحمن المعاودة ورضي الموسوي، وملا عطية بن علي الجمري، شعراء لم تمر مناسبة على البحرين إلا وقد كان لهم إسهامهم الشعري فيها، وكانت قصائدهم تلقى قبولا من جميع مواطني البحرين، ويكون لها نصيبها من النشر يومها في المجلات العربية التي كانت تصدر في مصر، والشام، والكويت، بل ان عبدالله الزايد أذيعت له قصائد من إذاعة لندن، وتاريخ هؤلاء لا يمكن نسيانه أو تجاهله.
فما أحوجنا اليوم، ونحن في بلاد لم ينضب الشعر منها، أن نعيد سيرة الماضين المشرقة، ونتغنى بالبحرين شعرا، ونذكر مجدها وحضارتها وإسهام شعبها في البناء والنماء، وتكريس مبدأ الحب، والتعاون والإخاء والألفة، والثقة المتبادلة، والأسرة الواحدة، والشعر ليس هو الوحيد الذي يقوم بهذا الدور، فالفنون بأنواعها والآداب بأشكالها مدعوة لأن تسهم في هذا الحب والإخاء والألفة، بل إن أهل الفكر والإبداع وأهل المال والاقتصاد، وجمعيات المجتمع المدني، والجمعيات السياسية والخيرية مدعوة لأن تنهج هذا النهج، وهذا ثقة فيها وايمان بدورها وإحساس بغيرتها على وطنها وشعبها... فالبحرين كما كانت أمانة في أعناق رواد فكرنا وثقافتنا، فهي قطعا أمانة في أعناقنا جميعا مهما تباينت أفكارنا واختلفت رؤانا، رجالا ونساء وشبابا.
وعلى الخير والمحبة نلتقي