هذا المقال ليس بالمقال الاول الذي أكتبه في صحيفة «الأيام» ويتناول ملف الوحدة الوطنية، فكثيرا ما حذرنا من أصوات النشاز التي ترتفع من هنا وهناك همها اشعال الفتن والتفرقة بين مكونات الشعب البحريني الطيب.
وفي الوقت الذي لا ننكر اننا على «شفى جرف هار» للسقوط في منزلق «الفتنة»، نؤكد ان شعبنا وشبابنا الخير هم أصحاب الطهارة والنقاوة ولن يسمحوا لأي مندس كان ومن اي طرف ان يحرف مسيرتهم ويحولها من اختلاف سياسي الى اختلاف مذهبي، فهذا امر مرفوض تماما ولا يمكن القبول به.
أقدر وأحترم جميع الشباب وتوجهاتهم التي يجملونها سواء من خرج في «مسيرة الفاتح» أو من يعتصم يوميا في دوار اللؤلؤة، فهم شباب محبون لهذا الوطن لا يبتغون بذلك إلا اليوم الذي نكون فيه اكثر اشراقا.
ان المحب لهذا الوطن لا بد ان يلقم من تسول له نفسه بشق هذا الوطن الى مذهبين، سواء ممن يخرجون على الفضائيات أو من يتكلمون في المهرجانات والخطب.
لا اخفيكم سرا، انني من المتواجدين في دوار اللؤلؤ، ولدي ما أريده من اجل وطني، واختلف مع بعض ما يرفع من شعارات أو مطالب، ولكني أؤمن اننا في زمن الحوار والاحتكام للعقل، وان العنف اي كان مصدره مرفوض، ولم أكن اتوقع ان نصل الى ما وصلنا اليه، فتسيل الدماء وتزهق الأرواح.. ماذا عساني ان اقول.. «إنا لله وانا اليه راجعون».
واثق جدا، ان شعبنا قادر على تجاوز محنته، وأثق في شبابنا بكافة أطيافهم، انها حتى لو دارت الدوائر وتقلبت الامور، فإنهم قادرون على الارتقاء.
دمتم يا شبابنا متحدين.. لا تفرقهم أهواء المغرضين.. ودامت وحدتنا الوطنية عنوان لعملنا.