نتائج منتخبات الناشئين والشباب والأولمبي لكرة القدم ربما تكون قد كشفت تواضع قاعدتنا في ظل توقعات بابتعاد أكثر من لاعب مؤثر عن تشكيلة المنتخب الأول قريباً.
أحياناً يكون التوقع في غير محله.. لكن يبدو أن المعطيات الأخيرة تبعث على القلق رغم إيماننا بأن رجال الاتحاد تراقب بعيون محبة للبحرين، لكن ذلك لن يكون كافياً في حال وجود أخطاء جسيمة تُرتكب من أي عضو في تلك المنتخبات.
رب ضارة نافعة.. أقول ذلك لأن النتائج المتواضعة لا أحد يتمناها، إنما أتت لنلتفت إلى وضعنا، فهي حسنتها الوحيدة وسط آهات كثيرة.
على المسؤولين التفتيش عمّا إذا كان هناك أمور غير طبيعية وتصرفات شاذة لا تخدم المنتخبات، فربما تكون الصورة الحقيقة محجوبة بصورة أو بأخرى عن لجنة المنتخبات، وحتى لا تكون التحريات عنى شيء والخلل في ناحية أخرى.. وحينها لن تُجدينا التحريات نفعاً؛ لأننا أجبرنا على التحرك في وادٍ بينما الخلل في وادٍ آخر نجح من يعمل لمصالحه في إغماض العين عنه.. أقول ربما لأن الوضع غير مطمئن.
التقصي لن يضر الاتحاد ولن يُغضب أحداً؛ لأنه من قِبل المسؤول.. أما الثقة المطلقة فهي سلاح قد يدفع بنا إلى الأمام وقد يقهقرنا إلى الصفوف الخلفية في ظل انتظارنا لمنافسات تحتاج من الاتحاد استكشاف مواطن الخلل والبدء بطرح الحلول رغم ضيق الوقت، ولكن إذا انتظرنا أكثر فإن المراكز الأخيرة ستكون محجوزة لنا.
لا نشك في اختيارات الاتحاد وأجهزته الفنية لكن إذا غابت المراقبة يجب ألا تغيب المحاسبة مع التأكيد على عدم تزعزع الثقة لكن المسؤولية تُحتّم على لجنة المنتخبات انتشال منتخباتنا من أوضاعها السيئة وتطويع الظروف لصالحنا إن كان هناك ما يمنع من نمو لاعبينا، وإلا سنرى أنفسنا خارج المنافسة في ضوء توجه بعض الاتحادات إلى إنشاء الأكاديميات الكروية لتنشئة أجيال قادرة على صياغة تاريخ جديد لشكل المنافسة في المستقبل، وحينها سيكون من الصعب علينا اللحاق بهم إذا لم نستنفر من الآن؛ لأننا سنكون قد فقدنا الكثير من الوقت والعناصر التي لم تتهيأ لها ظروف التكوين الملائم وسيكون اعتمادنا على المواهب لوحدها من دون أي دور محوري للاتحاد والأندية.